
تشهد الساحة الليبية حراكاً سياسياً متسارعاً في ظل تصاعد الحديث عن جهود توحيد الحكومة المنقسمة بين الشرق والغرب، ويبرز في هذا السياق اللقاء المرتقب بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الليبية المنتخبة من البرلمان أسامة حماد، في خطوة قد تمثل تحولاً مهماً في مسار الأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات.
يأتي هذا التطور بعد ضغوط محلية ودولية متزايدة لإنهاء حالة الانقسام وتهيئة البلاد للاستحقاقات الانتخابية، ورغم الآمال التي يعقدها البعض على هذا اللقاء، تبقى الأسئلة قائمة حول نوايا الأطراف وتوازنات القوى الفعلية، كما يثير اللقاء تساؤلات حول دور الأطراف الإقليمية والدولية في دفع أو عرقلة هذا التقارب، فهل تكون هذه الخطوة بداية انفراج سياسي أم مجرد مناورة جديدة ضمن لعبة النفوذ.
أكد المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي أن اللقاء المرتقب بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان أسامة حماد، يأتي في إطار تنسيق جرى بحسب تصريحات محافظ مصرف ليبيا المركزي، الذي أشار إلى جهود تُبذل لترتيب هذا اللقاء.
وقد أبدى حماد ترحيبه بالمقترح معتبرا أن هذا الاجتماع سيكون له تأثير إيجابي كبير، كونه يجمع الفرقاء السياسيين حول طاولة واحدة في محاولة لإيجاد حلول للمشكلة الاقتصادية المتفاقمة، والتي زادت حدتها نتيجة استمرار الخلافات السياسية بين الأطراف المختلفة.
وأشار العبدلي في حديثه لـ”سبوتنيك” إلى أن آليات الصرف المشترك بين الحكومتين أسهمت في خلق أزمة حقيقية، انعكست بشكل واضح على قيمة الدولار مقابل الدينار الليبي، وأدت إلى عجز كبير في المصروفات مقارنة بالإيرادات.
وشدد العبدلي على أن جوهر الأزمة في ليبيا هو سياسي بالدرجة الأولى، وأن هذا الانقسام السياسي هو السبب الرئيسي في تفاقم المشكلات الاقتصادية، مؤكدًا أن استمرار وجود حكومتين لا يخدم مصلحة الشعب الليبي، وأنه من الضروري إبعاد كل من الدبيبة وحماد عن المشهد السياسي في أقرب وقت ممكن.
